كابوس البنتاغون.. 50 غواصة كورية شمالية ضائعة “تطفو” على السطح
15.04.2017
الصبر آلة النجاح… ولكن أي صبر نقصد؟
16.04.2017
عرض كل

بلاد العرب “ليست” أوطانى

بقلم: أحمد الجندي

إذا كنت من حاملي الجنسية العربية أو أحد قاطني الدول العربية أو حتى بانتمائك إلى الأمه العربية الإسلامية فأنت المعني من هذا الكلام ،ولأجلك كتبت تلك الكلمات .

يوما ما كنا ننشد  ” بلاد العرب أوطاني .. وكل العرب إخواني” .. تلك الأنشودة التي كنا نكررها صغارا عندما كنا نفتخر بعروبتنا وهويتنا إلى أن تغير الواقع وأصبح عكس ذلك ، فالواقع المرير التي تعيشه أمتنا العربية والإسلامية لا يخفى على أحد، فعندما نرى البلدان العربية وقد تشتت شملها والتي أصبح أمنها وسلامة وبقاء شعبها على شفا جرفٍ هار !

عندما تنظر إلى الأوضاع من حولك .. فترى الآتي:

– ترى مصر .. وقد كساها الظلم والفساد
ولا تملك إلا أن تدعوا الله بأن تخرج منها سالما معافى.
– ترى سوريا .. وقد انتهى بها المطاف
وليس لنا إلا البكاء ألما وقهراً على حال شعبها.
– ترى فلسطين الحبيبة .. تموت كل يوم
ولا تملك ألا أن تتباهى بمقاومة شعبها المستمرة منذ عشرات السنين.
– ترى بورما .. تحرق وتعذب
ولا تملك لهم إلا أن تشارك صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
–   ترى .. ليبيا ، تونس ، العراق، الجزائر ، الخليج … إلخ
– ترى عدوك .. يكبر ويتباهى بضعفك
ولا تملك إلا أن تقبل الذل والهوان
– ترى بلدان العرب .. تأكل وتتكاثر
ولا تُبالى لما يحدث حولها وبجوارها

واقع مرير مؤلـم لا يخفى على أحد ، ولكن أحقاً الحكام العرب هم السبب وراء ما يحدث ؟
أم إن الغرب هو العدو الخفى صاحب التخطيط الشيطاني للأحداث من خلف الكواليس ؟ وما الحكام العرب إلا ماكينة تنفيذ
أم أن المشكلة تكمن ف الشعوب ذاتها .. فأصبحت لا تُبالي بلون الدماء ولا بصرخات الضعفاء ولا بظلم المظلومين .

أصبحنا نرى الآن المواطن العربي السوري وغيره من العرب المهاجرين تاركي الأوطان يهربون عن  طريق البحر “طريق الموت” من جحيم وطنهم إلى أوروبا والتي تستقبل بإنسانيه “مصطنعه” مئات الآلاف منهم .. ويُـمنعون من دخول أغنى الدول العربية المجاورة ، في المقابل تستقبل تلك الدول ملايين الأجانب من غير العرب بترحاب عربي أصيل .

أصبح حالنا أن تعودنا على صور الأشلاء ، ومئات الضحايا التي تسقط يومياً ، وأصبحنا بلا قلب بلا مشاعر ، لا نرى ولا نسمع ، أصبحنا بلا إنسانية ! .

ربما تتكلم الشعوب أحيانا إذا فاض بها الكيل، لتعود مرة أخرى لبياتها الشتوي الذي ربما يمكث مئات السنين .

أحقا الشعوب هي من تحرك الحكام والرؤساء؟
أم أن الحكام والرؤساء هم أسياد الشعوب والمتحكمين في مستقبلهم وحاضرِهم وماضيهم ؟
تُرى بسقوط هؤلاء أو بزوالهم مستقبلاً .. تنتهى أزمه الشعوب العربية،  أم إن الشعوب هي من تجيز لأي حاكم أو رئيس فعل ذلك!

في الماضي القريب كان يقال ويحكى لنا أن الأمه العربية الإسلامية كانت تتمثل بـ مناره العلم والحضارة .

“أمة كانت في ماضيها ترعى الأمم  .. فأصبحت الآن لا ترعى إلا الغنم “، والفاجعة الكبرى تكتمل عندما ننظر ونتأمل في حال شباب أمتنا العربية الإسلامية ، حينها تدرك مدى الواقع المرير الذي نعيش فيه و أننا في مأزق كبير، وانه لا مفر مما نحن فيه، وتعلم أيضا خبث ومكر أعدائك وقوتهِم المصطنعة من ضعفك!

فانتصار عدوك لا يعنى قوته .. بل يكمن في ضعفك أنت، والأزمـة الحقيقية تكمن مع مرور الزمن حيث تبدأ القضايا العربية الإسلامية تتناسى وتتلاشى داخلنا شيئا فشيئا.

– تناسينا  يوم كنا صغارا ننشد ” بلاد العرب أوطاني .. وكل العرب إخواني ”
فأصبحت أوطاننا تتلاشى أمامنا يوما بعد يوم.
– تناسينا أنشودة الحلم العربي ، وأن  “أجيال ورا أجيال هتعيش على حلمنا ”
– نتناسى ماضينا القوى و المشرف،  بل وأصبحنا نقوم بعمليه ” تشويه ” بأيدينا لا بأيدي أعدائنا .

أؤمن وأعلم جيداً  أن  الأمور تسرى بمقادير الله “عز وجل ” ، ولعل ما نحن فيه من ألم وحسره وقهر وفاجعه وذل  هو بداية لمستقبل مشرق يعيد أمجاد أمتنا العربية الإسلامية، وربما أقوى مما كانت عليه .

أحقاً يمكن أن يأتي يوماً  تستغيث فيه امرأه عربيه مسلمه من “المحيط ” من ظُـلم واقع عليها .. فتُسَير لها الجيوش العربية من “الخليج”  استجابه لها ؟
أيمكن أن يحدث مستقبلاً أن ينثر القمح على قمم الجبال ..  حتى لا يجوع طير في بلاد المسلمين ؟
أيمكن أن تُحرر مقدساتنا .. ؟
أيمكن أن نستعيد حضارتنا وأمجادنا وقوتنا وهيبتنا …. الخ

أعلم جيداً أن الرمح بقدر رجوعـه للخلف .. تكون قوتـه للأمام، تلك الأسئلة ربما ليس لها رد في الحاضر القريب، لعل الزمن يكمن في المستقبل يكون هو وحده صاحب الـرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *